يستعد موكب الفاتحين الأوائل لطريق سامراء عقب تفجير المرقد العسكري المطهر على أيدي الزمر الإرهابية، والمعروف بموكب الولاء والفداء والفتح، منذ صباح اليوم لتجديد العهد وإحياء الذكرى وإقامة العزاء لمصاب الإمام علي الهادي عليه السلام.
وبحسب مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية والمشرف على الموكب، فإن الشباب الذين تشرفوا بخدمة زوار الإمامين العسكريين عليهما السلام ضمن قافلة موكب الولاء والفداء والفتح قد عقدوا اجتماعاً اليوم في مكتب العلاقات، وأعلنوا عن استعدادهم الكامل لانطلاق الرحلة السنوية المعتادة من كربلاء المقدسة إلى سامراء المشرفة والبدء من هناك بمراسم العزاء وتقديم الخدمات الضرورية للزوار القادمين من مختلف المحافظات العراقية فضلا عن الزوار الأجانب.
وقال السيد عارف نصر الله: إن "هذا الموكب الشريف كان سباقاً في مضمار الخدمة الحسينية المباركة وهو أول موكب يفتح الطريق إلى مدينة سامراء ويكسر الحصار إثر التفجير الثاني عام 2007 والذي طال مرقد الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام ومن بعده تحرك الجميع لتلبية نداء النصرة الذي أطلقه الموكب من المرقد الشريف".
وبين نصر الله: "إن تحرك الموكب رغم المخاطر التي كانت تحدق بالطريق وجميع المناطق المحيطة بسامراء جاء في الأصل تنفيذا لتوجيهات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بالعمل على فتح الطريق أمام الزوار ورفع شعار نصرة الإمامين العسكريين ولذلك فإن هذه الرحلة ستستمر وتبقى إن شاء الله تعالى تخليداً للحدث العظيم واستنكارا للاعتداء الغاشم وإحياءً للمصاب الجلل الذي حل بالإسلام والمسلمين في عصرنا الحالي".
وأضاف: "والموكب باعتباره طليعة الدفاع عن مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام وباعتبار أن شهر رجب يمثل وقفة إدانة للظلم والظالمين وفيه ذكرى ولادة وشهادة مولانا الإمام علي الهادي عليه السلام في الوقت نفسه، فإننا ندعو المؤمنين جميعا للتوجه إلى سامراء والمشاركة في مراسم الزيارة وإقامة العزاء ونحن معهم وفي خدمتهم ولن ندخر وسعاً في هذا السبيل".
ويتضمن البرنامج الإحيائي للزيارة إقامة العزاء بمشاركة تجمع أهالي كربلاء المقدسة انطلاقاً من مقر الموكب باتجاه المرقد المطهر والاستمرار لخمسة أيام متتالية بتقديم الخدمات للزوار والمواكب الأخرى ومنها المبيت والطعام والشراب وكالمعتاد سيعمل الفرن الأتوماتيكي التابع للموكب على توفير أرغفة الخبز لكل وجبة طعام بالإضافة إلى الخدمات الأخرى.
ويوافق الثاني من رجب عام 212 للهجرة ولادة الإمام المعصوم العاشر علي الهادي، فيما يوافق الثالث من الشهر نفسه عام 254 للهجرة فاجعة استشهاده عليه السلام.
يذكر أن المرقد الطاهر للإمامين العسكريين قد شهد عمليتي تفجير إرهابية الأولى في 22 شباط 2006 والثانية في13 يونيو2007 وكادت على أثرهما أن تنشب حرب طائفية في العراق لولا حكمة مراجع الدين وتدخلهم في الوقت الحاسم لتهدئة الأوضاع.
