مقام الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في كربلاء

معالم وآثار
2018-05-25 آخر تحديث :2018-05-25 05:36

أينما ذكرت أسماء أهل البيت (عليهم السلام) أو وجدت أماكن فيها أثرهم المقدس حلت البركة

 

أينما ذكرت أسماء أهل البيت (عليهم السلام) أو وجدت أماكن فيها أثرهم المقدس حلت البركة الالهية وأتخذها الناس مكانا يزدلفون اليه لطلب حوائجهم حتى اصبحت محالاً لذكر الله وتوحيده ومصدر شفاعة.

ومن بين المشاهد المقدسة البارزة والشهيرة في مدينة الحسين عليه السلام نجد مقام الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والذي يؤمه الناس للتبرك ولطلب الحوائج من الله ببركة إمامهم الغائب المنتظر وخاصة في زيارة النصف من شعبان يوم ولادة الامام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) حيث يغص المقام وما حواليه بملايين الزوار المحبين الموالين حيث يوقدون الشموع فرحين بمولده الشريف مبتهلين الى الله بتعجيل فرجه الشريف واطلالته البهية.

وقد سمي هذا المقام تيمنا باسم الامام المهدي المنتظر، حيث يقال ان الامام الحجة المهدي قد صلى في هذا المكان وانصرف.

 

الموقع:  

يقع المقام في منطقة باب السلالمة وهي احدى محلات محافظة كربلاء المقدسة ويطل من الجهة الإمامية على شارع السدرة المقابل لحرم الإمام الحسين عليه السلام شمالا ويبعد عن العتبة الحسينية المقدسة مسافة 650 مترا ويقع على الضفة اليسرى من نهر الحسينية الحالي عند مدخل كربلاء على الطريق المؤدية الى مقام جعفر الصادق. وهو مزار مشهور عليه قبة عالية.

 

العمارة الأولى للمقام:

مر المقام بمراحل تاريخية عمرانية عدة وكانت العمارة الأولى عبارة عن محل صغير مشيد من الطين.

 

العمارة الثانية:

 وهي أول عمارة تشيد من الطابوق، شيدت عام 1347هـ _ 1924م قام بتشييدها أحد المحسنين واسمه جعفر حيث وجدت الأبيات التالية في ديوان السيد عبد المهدي السيد راضي الاعرجي (1327هـ _ 1358هـ) والتي تشير إلى عمارة مقام الإمام المهدي عليه السلام الموجود في كربلاء، والقصيدة هي:

سعى جعفر في بناء المقام          فسامى السماء بأقطابها

مقام غدا للورى كعبة          فما يهبط الروح إلا بها

فإن جثته فاستلم بابه            وخديك عفر بأعتابها

تمسك بها فهي باب الرجاء         وباب النجاة لطلابها

وللإذن قف أرخو طالبا       فجبريل من بعض بوابها

 

العمارة الثالثة:

وتمت عام 1378هـ على يد المرحوم الحاج حمزة الخليل وقد أرخ تجديد العمارة الشاعر الكربلائي المرحوم مرتضى الوهاب بالأبيات التالية:

شاد للقائم اذ اضحى الخليل        بيت قدس فيه برد وسلام

واعتنى الحمزة في تجديده          فاستوى منه عماد ورخام

مذ تجلى نوره أرخته                ضاء للمهدي ركن ومقام

 

العمارة الرابعة:

 وتمت هذه العمارة سنة 1970م/ 1391هـ حيث قام الحاج محسن حميد الملا مهدي الوزني بهدم جزء من البناء وأعاد عمارته .

 

العمارة الخامسة:

 بعد ان تمكن النظام الصدامي الفاشي من اخماد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991، عمد إلى هدم المعالم الإسلامية كافة كالجوامع والمساجد والحسينيات وبعض دور العبادة كالمقامات والمراقد ظنا منه انه بهذا الفعل الشائن الجبان يتمكن من اطفاء جذوة الانبعاث الروحي التي تولدها هذه الأماكن المقدسة في نفوس المؤمنين، ومن ضمن ما شملته يد التخريب والتخريب والعبث الصدامي المقبور هو مقام الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولكن الله سبحانه وتعالى اراد لهذه الأماكن السمو والرفعة فكان اعادة بناتها بصورة ابهى واجمل، وكأن الأمر مرسوم.

ففي عام 1994 تصدى الحاج عباس صالح آل بحر اليساري، وهو أحد تجار مدينة كربلاء المقدسة ومن وجهائها لإعادة عمارة المقام.

 

وصف المقام:

 شيدت بناية المقام الحالية على مساحة (1300)م2 تقريبا واجهته الأمامية عبارة عن جدار بارتفاع (5,6)م2 مغلف بالحجر الحلان تتخلله اقواس اسلامية مغلفة بالكاشي الكربلائي المزخرف وتعلو الجدار كتيبة من الكاشي الكربلائي مكتوب عليها آي من الذكر الحكيم وللمقام ثلاث مداخل.

 

المدخل الأول:

 عبارة عن باب خشبي ذو مصراعين ارتفاعه (4,5)م تقريبا تعلوه كتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليه آيات قرآنية كما توجد في اعلاه لوحة ضوئية كتب عليها (السلام عليك يا صاحب الزمان) ويسمى هذا الباب بباب الفرات وعندما يدخل الزائر يجد قاعة متخذة مصلى تحتوي على ستة أواوين من الجهة اليمنى وأربعة من الجهة اليسرى وتوجد في هذا المدخل زيارة الإمام الحجة عليه السلام مكتوبة.

 كما توجد في أعلى الجدار كتيبة من الكاشي الكربلائي مكتوب عليها سورة يس كما تضم القاعة غرفة متخذة مقرا للإدارة كذلك هناك صالة متخذة لاستراحة العاملين إضافة الى ذلك يضم هذا المدخل قاعات عدة متفرغة من القاعة الأولى متخذة مصلى والأخرى قاعة كبيرة تحتوي على ثلاثة أبواب تعتبر موزع الى القاعات الأخرى بضمنها المكان المخصص للنساء.

 

المدخل الثاني:

 وهو عبارة عن باب ذي مصراعين مصنوع من الخشب الساج ارتفاعه (5)م ومنقوش بالزخارف الإسلامية يؤدي إلى مدخل يحتوي على كتيبة من الكاشي الكربلائي مكتوب عليها سورة يس، ويحتوي هذا القاطع على ثلاثة منافذ على شكل قوس إسلامي مغلف بالخشب الساج يؤدي إلى ممر يحوي بوابتين رئيستين احداهما تعتبر مدخلا رئيسيا يطل على الشارع العام وأخرى تؤدي إلى ضفة النهر والإيوان من الخشب الساج.. كما أن الجدران العليا للممر مغلفة بالمرايا وموشحة بكتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليها آي من الذكر الحكيم كما توجد كتيبة من الكاشي الكربلائي ترتفع عن الأرض بحدود المترين كتب عليها حديث للرسول صلى الله عليه وآله: (نحن سبعة من ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين والمهدي). كما يحوي الممر مكتبة من الخشب الساج محفورة في الجدار.

 ومن الممر منفذ يؤدي إلى باحة يوجد فيها شباك يعتقد تقديرا بأنه مكان مصلى الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وكما قلت ابتداء لا يوجد سند يؤكد ذلك. وجدران هذه الباحة بارتفاع متر و60 سم من المرمر تعلوه كتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليها آي من الذكر الحكيم

 الجدران ما فوق الكتيبة مغلفة بالمرايا المقرنصة وفي أركانها الأربعة قبة نصف هلالية مزججة بالمرايا العلى شكل مقرنصات. تعلو سقفه القبة التي تبدأ بكتيبة دائرية من الكاشي الكربلائي نقشت عليها سورة النور.

 والقبة من الكتيبة إلى الأعلى مغلفة بالمرايا على شكل مقرنصات. ولها أربعة شبابيك مستخدمة لفتحات أجهزة التبريد.. كما كتب أسماء المعصومين الاثني عشر عليهم السلام... علما أن الشباك البرونزي بارتفاع مترين ونصف المتر وعرض متر ونصف المتر وأبوابه مصنوعة من الفضة قد تم وضعه في هذا المكان بعد سقوط النظام المقبور من قبل إدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة... والشباك منصوب على محراب من المرمر الأبيض وتعلو المحراب الذي يرتفع حوالي 4 أمتار فوقه قرص دائري من البرونز كتبت عليه الآية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم « ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين(171) انهم لهم المنصورون(172) وإن جندنا لهم الغالبون (173)». كما يوجد في الباحة منفذ يطل على الممر الخلفي المطل على ضفة النهر، وقد قامت إدارة المقام بجعل هذا الممر مخصصا لزيارة النساء وما تبقى من ساحة المقام اتخذ مزارا للرجال.

 

المدخل الثالث:

 وهو باب مصنوع من الحديد وينفذ إلى الممر الخلفي المطل على النهر وكما ذكرنا مخصص حاليا للنساء ويطلق عليه اسم باب السلام.. كما يعلو الباب قوس إسلامي منقوش مغلف بالكاشي الكربلائي كتب عليه باب السلام.

 وهذا الباب قريب من جهة القنطرة التي تؤدي إلى مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام

وإن شكل المقام من الجهة الخلفية المطلة على ضفة النهر هو على شكل أقواس إسلامية كبيرة عددها 12 وهناك أقواس صغيرة مغلفة بالكاشي الكربلائي الأخضر المشبك

 

القبة:

ترتفع القبة عن مستوى سطح الأرض 17 مترا وهي مغلفة بالكاشي الكربلائي ترتكز على قاعدة قطرها 19،20 م بارتفاع مترين ونصف، كما توجد كتيبة قرآنية كتبت عليها آية الكرسي.

 

زيارة المقام:

يتوافد إليه الزائرون سنوياً في ليلة النصف من شعبان وهي ليلة ولادة صاحب الأمر عليه السلام، وأسبوعياً في ليالي الجمع، ويقرأ فيه صباح كل يوم جمعة دعاء الندبة المشهور، كما يزار عصر ذلك اليوم بكثرة، ومن عادة الزائرين أن يقدموا النذور، ثم توقد الشموع وتوضع على كربة تطفو على الماء، فترى حينها منظراً ساحراً يبهرك بنور تألق المكان.

اشترك معنا على التلجرام لاخر التحديثات
https://t.me/relations113
التعليقات