مقتبسات من حياة الامام الكاظم عليه السلام 

سيرة وتاريخ
2018-12-23

الإمام موسى بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. جدّته العليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومنها يرتقي إلى جدّه الأعلى محمّد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.

 

الإمام موسى بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد بن الإمام أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. جدّته العليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، ومنها يرتقي إلى جدّه الأعلى محمّد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.

الكُنى

أبو عليّ ـ نسبةً إلى ولده الإمام عليّ الرضا سلام الله عليه، وأبو إسماعيل، والمشهور مِن كُناه: أبو إبراهيم، أمّا الأشهر: فأبو الحسن، ثمّ قيل فيما بعد أبو الحسن الماضي، وأبو الحسن الأوّل إذ عُرف الإمام الرضا عليه السّلام بأبي الحسن الثاني فيما بعد، ثمّ الإمام الهادي عليه السّلام بأبي الحسن الثالث.

الألقاب الشريفة

أشهرها الكاظم، واشتهر أيضاً بـ: العبد الصالح، وباب الحوائج.. كذا لُقِّب بـ: زين المجتهدين، وذي النفس الزكيّة، والأمين، والمأمون، والسيّد، والطيّب، والصالح، والصابر، والوفيّ، والزاهر ـ قيل: لأنّه زَهَر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء التامّ.

نقش خاتمه

(المُلْكُ للهِ وحدَه).

منصبه الإلهيّ

المعصوم التاسع من المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، والإمام السابع.. ابتداءً من أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.

أمّا إمامته فقد امتدت من سنة 148 هجريّة بعد شهادة والده الإمام الصادق عليه السّلام، إلى شهادته هو سلام الله عليه سنة 183 هجرية..

فتكون خمساً وثلاثين سنة تقريباً. وكان قام بأمر الإمامة الإلهية وله عشرون سنة، حيث بقيّة مُلك المنصور العباسي أبي جعفر الدوانيقيّ.

أوصافه وخصائصه

كان الإمام موسى الكاظم عليه السّلام أزهَرَ اللون، رَبْع القامة، كَثّ اللِّحية. وكان أجلَّ وُلد أبيه شأناً، وأعلاهم في الدِّين مكاناً، وأسخاهم بَناناً، وأفصحهم لساناً.. كما كان أعبدَ أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم.

ولادته

التأريخ الذي اتّفق عليه أكثر المؤرّخين في مولد الإمام الكاظم عليه السّلام هو السابع من شهر صفر سنة 128 هجريّة، وكان ذلك في الأبْواء ـ وهو منزل بين مكّة والمدينة. فأولَم أبوه الإمام الصادق عليه السّلام عند ولادته، وأطعَم الناس ثلاثة أيّام.

أُمّه

حميدة بنت صاعد المغربي، ثمّ لُقّبت بـ «حميدة المُصفّاة..

قال الإمام الصادق عليه السّلام في تعريفها: حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكةِ الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أُدّيت إليّ كرامةً من الله لي والحجّة من بعدي.

صحابه

ذكرهم الشيخ الطوسيّ في (رجاله) فعدّهم مئتين وواحداً وثمانين شخصاً، فيما عدّ بعضهم أكثر من ذلك، إلاّ أن أشهرهم: عليّ بن يَقطين، وهِشام بن الحكَم، وعبدالله بن جُندَب البَجَليّ، وأبو الصَّلت هارون بن صالح الهَرَويّ، وإسماعيل بن مِهران، والمفضَّل بن عمر، ويونس بن عبدالرحمن، ويونس بن يعقوب، وحمّاد بن عيسى.

شهادته عليه السّلام

وأخيراً يُستَشهد الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السّلام ببغداد في سجن السِّنديّ بن شاهك في الخامس والعشرين من شهر رجب الأصبّ سنة 183 هجريّة.. متأثّراً بسمٍّ شديد دسّه السنديّ في رطبٍ قدّمه للإمام سلام الله عليه، فإذا تناوله دبّ إليه ما غيّر بدنه من لونٍ إلى آخر، حتّى قضى صلوات الله عليه شهيداً بعد أن كان في حبوسه يحيي الليل بالسهر إلى السحر، بمواصلة المناجاة والابتهال، وحتّى عُرف بالسجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضراعات المتّصلة.. ووُصف ـ كما في زيارته الشريفة ـ بأنّه مألَفُ البَلوى والصبر، المضطَهَد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذّب في قعر السجون وظُلم المَطامير، ذو الساق المرضوض بحلَقِ القيود.

ثمّ حُملت جنازته سلام الله عليه، فنُودي عليها بذُلّ الاستخفاف، فورد على جدّه المصطفى وأبيه المرتضى وأُمّه سيّدة النساء بإرثٍ مغصوب، وولاء مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودم مطلوب، وسمّ مشروب.

وأُلقيت جنازته المقدّسة على جسر الرصافة ببغداد، حينها سارع محبّو أهل البيت وأشياعهم إلى حملها على الرؤوس وهم في صراخ وبكاء على سيّدهم وإمامهم بعد غيبة طويلة وفراق مرير.

فإذا غُسِّل وكُفّن من قِبل ولده الإمام الرضا عليه السّلام ـ وقد فُجع بمصابه، بعد أن اكتأب لفراقه وغيابه ـ دُفن بقيوده سلام الله عليه ـ كما أوصى هو بذلك ـ في مقابر قريش ببغداد، في بقعةٍ كان قد اشتراها لنفسه قبل شهادته؛ لعلمه أنّه سيُقتل فيكون دفنه فيها.

عَبرة.. وعِبرة

ويُشيَّد للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام قبر مهيب، وضريح مطهّر، وقبّة سامقة يسطع ذهبها ليل نهار، وصحن كبير يفترش أجنحته كلّ يوم لاستقبال الزائرين الموالين القادمين من جميع أقطار العالم، ليفدوا باكين على مصائب باب الحوائج، ويقفوا خاشعين عند أعتاب العزّ والشموخ والعلوّ والإباء، بعد تلك السجون التي اندثر سجّانوها وخسئوا وانقلبوا إلى مَهين العذاب، وبعد تلك الحكومات التي أرسل التاريخ حكّامها إلى ساحة اللعنة والعقاب.

 

اشترك معنا على التلجرام لاخر التحديثات
https://t.me/relations113
التعليقات